فكفى نفاقًا يا جهابذة الإدانة والأسف.
كتب: حسن علي طه
في لبنان، الزجل من أهم الموروثات الشعبية،
حتى تراه متجذرًا في شتى شؤون حياتنا.
فما إن أنهى طوم براك كلامه الصادق المهين بحق الإعلاميين،
حتى سارعت جوقة الزجل للاستنكار والأسف والشجب.
ولو قليل انسجام مع النفس:
أين أخطأ الرجل؟ أليس منذ أسبوعين في هذا القصر اتُّخذ قرار إسرائيلي بنزع سلاح المقاومة في جلسة برئاسة ساكن القصر، وثُلّة من الوزراء الذين سماهم الأمريكي نفسه، وأحدهم شاهد زور؟
أليس هؤلاء أنفسهم الإعلاميين الذين كانوا يبثّون رسائلهم لقنواتهم، محتفين بإنجاز إنجاز القرار الإسرائيلي يومها؟
صدق المتنبي في قوله:
مَن يَهُن يَسهُلِ الهَوانُ عَلَيهِ
ما لِجُرحٍ بِمَيِّتٍ إيلامُ
قبل تبقى اعملةقيمة لقصر الشعب، اجعله أولًا غير وكرٍ ومرتعٍ للمؤامرات، ثم تأسّف يا آسف.
عن مَن تدافع وتستنكر؟ عن إعلاميين باعوا محطاتهم وضمائرهم؟
كانوا يعطون إحداثيات الحرب للعدو الإسرائيلي!
تدافع عن إعلاميين ارتضَوا أن يكونوا عبيد الدولار عند الأمريكي، وبرخيص.
يا صديقي، براك يعرفهم أكثر منك، ويعرف أنهم بلا قيمة.
والدليل أنهم لم ينبسوا ببنت شفة، وكأن على رؤوسهم الطير، وعلى شوية كانو رح يصفّقوا له.
.... قلهم الدني عم بتشتي
وبوجه مَن تشجب؟ بوجه براك مبعوث ترامب الذي قال أمس إنه يريد أخذ غزة من أهلها؟
أنسيت كل وحشية الأمريكيين، ووقفت عند وصفه لمرتزقته بالحيوانات؟
عن مَن تأسف؟ عن قصر ارتضى ساكنه أن يتحوّل منبرًا لكل عدوّ للمقاومة؟
بصراحة، فريق "السيادة" أكثر انسجامًا من الفريق الآخر.
فهم مقتنعون أن براك هو سيدهم، وهم السياديون العبيد، ومبسوطين بذلك.
ويحق للسيد أن يقول في عبيده ما يشاء.
تقول الحكمة:
إذا أردت أن تعرف العبيد، فاذكر أسيادهم بسوء.
... جرّب.
ولا تسأل رؤساء ووزراء ونوابًا وإعلاميين،
فلا ضير، فالكل في العبودية سواء مهما تغيّرت الأسماء.
والحمد الله رب السماء والسلام